صديقي العزيز نيسان
أفضِّلُ أن أجد المبررات لتجاهلك المتواصل على أن أترك الحزن يجتاحني
فأتوقف عن الكتابة لك، ولهذا بت أعتقد أنك تكتب لي الردود على رسائلي ولسبب أجهله تماماً
لا تصلني رسائلك، وأنها ستصلني ذات يوم دفعة واحدة فأنشغل بقرائتها وأنفرد بها وأتلوها
على نفسي بصوت مرتفع، ولربما أنسى حينها أن أكتب لك فأرد لك بعضاً من تجاهلك بغير قصد
لماذا صباحات الجمعة هكذا؟ تحمل من الكآبة ما لا يجب أن تحمله، لا بد
أن الجو الممطر ترك أثره على هذا الصباح فبدى حزيناً كما لو أنه فقد عزيزاً. قبل عدة
سنوات مضت كنت أنتظر سماع خطبة الجمعة متشوقة لأعرف موضوعها، وأتوقف عند القصص الغريبة
التي يرويها خطيب المسجد، كانت تدهشني أحاديثه باستمرار. أكنت ساذجة حينها؟ أم أن خطيب
الجمعة كان يتحدث فعلاً بما يستحق مني كل هذا الإهتمام؟ اليوم، لا أسمع خطب الجمعة
إلا صدفة ولا أحتمل الإستماع لأكثر من دقيقتين، وفي كثير من الأحيان تجدني أمسك قلما
وورقة وأدون ملاحظات حول ما يقول الخطيب وأبدأ بتحليل نبرة صوته وطريقته في الإلقاء،
هذا بلا شك مما أورثتني إياه ثلاث سنوات من دراسة علم الإجتماع. قل لي.. عندما يبدأ
خطيب السلطة بالصراخ متحدثاً عن فساد حكومة غزة وسرقتها للأموال العامة، وعندما تتحول
خطبة الجمعة عند خطيب حكومة غزة لفرصة لردّ الردح بالردح، ويُفرض على باقي الخطباء
الذهاب بعيداً في أي قضية لا صلة لها بالواقع، فلماذا يجب ان تبقى خطبة الجمعة قائمة أصلاً وهي
على هذا الحال؟
ياه
لقد مرت السنوات مسرعة، تعلم أني سأنهي فصلي الأخير في الجامعة وها أنا أبدأ بمشروع
التخرج، ويبدو أن هذا الفصل الدراسي سيمر سريعاً. بعد كل هذه السنوات ألا تشعر بالغياب
يجتاحك يا نيسان؟ أتعلم أنني أعشق الكتابة لك بقدر ما أنا مشتاقة لسماع صوتك؟
لا أعلم متى سأراك ولكني كلما مر وقت أكثر أشعر بموعد اللقاء يقترب، ولكنه
يبقى كالحلم.
صديقتك التي لن تمل من انتظار الرد
نعم صحيح الجمعة لم تبقى كما كانت في صغرنا وتعلقنا بأيدي أبي لأخذنا للصلاة لم نعد نهتم أو بالأحرى تغيرنا لماذا لا أعرف؟؟!!!
ReplyDelete