صديقي نيسان،
تتملكني رغبة في الكتابة إليك، ولكني أعجز عن التعبير، وهنالك الكثير أريد أن أبوح به، ولكنه ما أن يخرج من داخلي حتى يتحول إلى جمل غير مترابطة وغير منطقية. أتغير كثيراً من الداخل، وبسرعة تربكني وتخيفني، أفقد جزئاً مني، كل شيء غدا ناقصا، وكل حدث غير مكتمل ومشوه..
لن أعلق على شيء اليوم، وإنما سأسرد لك بعض الأحداث
احتفلت قيادتنا الأمنية بزيارة الرئيس الأمريكي أوباما كما لم يحتفل صاحب عارٍ من قبل.
جاء عيد الأم ومضى ولم استطع أن أقول لأمي كم أعشقها، وأظن أنها الآن غاضبة (كما تغضب الأمهات بسذاجتهنّ المحببة والتي لا مثيل لها) وأنا أعجز عن خلق مبرر لها!
بدأ فصل الربيع، وهذه فرصة لأقول لك أني لا أحب فصل الربيع ولا أرى فيه شيئاً مميزا، إلا أنه يبشرنا بأيام حر مقيتة قادمة.
مرت ذكرى معركة الكرامة وكأنها لم تحصل، ونحن لم نعد نعرف من المعركة حتى اسمها!
سامر العيساوي لا يزال مضرباً عن الطعام، ويأبى إلا أن يكون حرا، وأقسم لك يا نيسان أنه "حرٌ رغم القيد".
أيمن الشراونة الآن في غزة حيث تم "إبعاده" ولن أقول لك إلا أن مشهد عناقه لوالدته دفعني للابتسام طويلاً.
اقتربت انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت، وأعدك أن أراسلك بشأنها، فهي حدث لا بد من التعليق عليه، ليس لأهميته، بل لإني أعلم جيداً أنك تنتظر مني هذا.
لم يبق شيءٌ أخبرك به إلا أن الوحدة شيء متعب يا نسيان، أن تكون مضطراً لمناقشة أمورك مع نفسك، الحديث عن مشاكلك لنفسك، أن تتذكر وتحلم، مع نفسك فقط ولا أحد غيرها. ولا بد أنك لست وحيداً أينما كنت الآن، فأنت لا تطيق قسوة الذاكرة التي دفعتك للرحيل، ولن تسمح لها بأن تغزوك وحيداً.
صديقتك التي لا تطيق الوحدة
No comments:
Post a Comment